ما سنقف عنده في هذه المقالة هو هذه الأخيرة، أعني التزكية، محاولين أن نبيّن أهمّيتها ومركزيّتها في بناء شخصيَّة الإنسان المؤمن، وفي انعكاسها على مجمل نشاطه، حتّى في ما له علاقة بالأمرين الآخرين، أعني معرفة الكتاب والحكمة.
أيَّ مولدٍ نبويٍّ نريد؟
تحلُّ ذكرى المولد النّبويّ الشّريف هذا العام، وقد غطّت العالم الإسلاميّ من أقصاه إلى أقصاه، غيومٌ سوداءُ حالكةٌ، لم تُنزِلْ سوى الشّرور والآلامِ، والمزيد من التفكّك الاجتماعي، والفقر القيمي، والتوحّش الإنساني، وهدم التاريخ والذاكرة الإسلاميّة، وتشويه كلِّ ما هو جميلٌ في هذا الإسلام الّذي بُذِلَتْ في سبيله الأرواح، واستُرخصت لأجله عذابات السنين.